الحب في الله سبحانه
حب خلق الله معناه حب الخير لهم ، ويكون مصدر هذا الحب هو الله سبحانه وتعالى ، فالله يحبب الام بطفلها او طفلتها، ويحبب الزوج بزوجته ويحبب الزوجة بزوجها ، ويحبب الاخ بأخيه ، ويحبب الشقيق بشقيقه، ويحبب الشقيقة بشقيقها، ويحبب الجار بجاره ، ويحبب القريب لقريبه. ويحبب الابن بأبيه والاب بإبنه . وأفضل الخير على الإطلاق ما كان مقربا لله سبحانه وتعالى، أنه وتعلمنا كلمة "لا إله إلا الله " انه لايكون احد احب على انفسنا من الله وحتى لا يكون هوانا يسبق حبنا لله ، فهوى النفس المحبة لله هي التي تكون في إتجاه يحقق رضاء الله عليها . وتعلمنا كلمة " الله اكبر" ان ارادة الله حاصلة قبل ارادتنا وما من فعل إلا وكان الله محيطا به ، والمؤمن الحق من احب ارادة الله ورضي بها رضاء تاما وسّلم بها من تلقاء نفسه كما فعلت السيدة مريم بنت عمران عندما رضيت وسّلمت بإرادة الله حبّا من نفسها لله تبارك وتعالى في إرادته المحكمة في خلقه عيسى عليه السلام مثل خلق آدم عليه السلام . يقول الله تعالى:" والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " (الحشر9) .
فأنعم وأكرم من خلق هذا الإيثار الذي يجعل الانسان يفضّل أخيه الانسان على نفسه لضائقة يعيشها أخيه مما يجعله يؤثر أخاه على نفسه فالحمد لله الذي زرع حبه في قلوب المحبين حبا مخلصا لا تشوبه مصالح دنيوية بل من أجل درجات رفيعة ومكاسب عّليه من الرضوان والجنان . ويقول الشاعر بالحب الاخوي الامام الشافعي في المؤاخاة :
إذا المرأ لا يرعاك إلا تكلفا فدعـــه ولا تكثر عليه التأسفـا
ففي الناس إبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبرللحبيب ولوجفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صـــفا
إذا لم يكن صفّو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجيء تكلــــفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق يصدق الوعد منصفا
أوكما قال الشاعر:
كن كالّنخيل عن الأحقاد مرتفعا يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
المصدر : كتاب هدى المهتدي الالكتروني للمشرف العام على المنتدى .