الصّبر
يقول الله تعالى:" والعصر(1) إن الانسان لفي خسر (2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3) " فالصبر كما يقولون مفتاح للفرج ، والفرج هدى ونور من الله ، والصبر كما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم :" الصبر عند الصدمة الاولى " ، وأعظم صبر ضرب مثلا في القرآن الكريم هو صبر النبي أيوب عليه السلام ، فغدى يضرب الناس بصبره مثلا فيتناصحون فيما بينهم ويتواصون بالصبر كما صبر عليه الصلاة والسلام. ويكون الصبر في عدة مجالات : في العمل ، في تلقي العلم، في نقل العلم ، في المعاشرة الزوجية ، في العلاقات الاجتماعية، في الالتزامات الاسرية والعائلية ، واعظم الصبر ما كان لله تعالى وفي سبيله ومن اجل مرضاته سبحانه وتعالى، كصبر المجاهدين بأنفسهم وبعلمهم ويطلق على الجهاد بالعلم إلكترونيا من خلال شبكة الانترنت بالجهاد الالكتروني وهو ما يحتاج لصبر في أدائه حتى يؤتي اكله بإذن الله تعالى. والمؤمن بأن القدر من الله خيره وشره وان القدر يصب في بوتقة واحدة تمثل الحق والعدل الالهيين سواء كان آنيا للصالح الشخصي او مستقبلا ، يكون قلبه مطمئنا بالله تعالى وان الله لن يضيع صبره على قدر مسّه معاكسا لهواه . وضربت لنا السيدة آسيا بنت مزاحم رضي الله عنها مثالا رائعا في الصبر على ظلم الطاغية الدّجال فرعون عندما قالت لله :" ربّ ابني لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين" صدق الله العظيم . فالصابرون على البأساء والضراء هم بحق أولياء الله سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم ، اما الكافرون بقدر الله خيره او شره فهم ظالمون لأنفسهم نسوا الله فنسيهم واضل اعمالهم وسيجزون سعيرا . يقول الله تعالى في سورة محمد التي ترتيبها (47) من القرآن الكريم ": ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم ". (الاية رقم 11) . واسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا الصبر وينصرنا نصرا عزيزا مؤزرا في شتى ميادين الحياة . يقول الله تعالى :" والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " (سورة محمد آية (2)) .