أحلام صديقة

التعليم محبة ، فما أعظمها من حلقة تدعو للنزال وتهتف قائلة : " حي على الفلاح " .
بعد ثمان سنوات من التعليم في يوم أجد بعض الأحداث والخبرات التي أمارسها في حياتي شيئا يستقر في حنايا عقلي ويكمن في خلدي كالنبع الصافي استقي منه ما أرويه وأعيد روايته على أسماع اصدقائي على مائدة الطعام ، أو في أية ممناسبة تجمع شملنا .
وقد يكون هذا الشيء خبرة مضحكة فكهة ، أو قصة تبعث في النفس الأسى وتثير الشجون ، أو ربما قضية تثير الجدل وتستدعي الكثير من امعان الفكر .
وهذا صحيح . لماذا ؟
لأن كل طالب يجلب معه شيئا مختلفا – الى الفصل والى الأستاذ – لمجرد أن كل طالب على حدة فريد فذ .
عندما أعود بذكرياتي الى الوراء استحضر في خلدي اول عام لي بالتعليم حيث اتذكر بعض احداثه بكل وضوح فإني أقهقه ضاحكا ، استطيع ان اتذكر -كما لوكان بالأمس- ولكن سرعان ما انقضى الفصل الدراسي وودعت طلابي وودعوني .
وكان ذلك يوم حزينا لي ، لأني لم أكن أغادر الفصل فقط ، وإنما كنت أغادر الجامعة أيضا أيضا الى غير رجعة .
وبعد أن انصرف الطلبة ذكورا واناثا وغادرت قاعات التدريس لممت شعث حاجاتي واوراقي المتراكمة طوال الفصل الدراسي ووضعتها في حقيبتي ثم ودت زملائي من هيئة التدريس .
فالتعليم زاخر بخبرات كثيرة وبأحداث لا حصر لها ، فهزيمة اليوم تمهد لمتعة الغد وانتصاره ، لأننا نتعلم منها ونصوب أخطائنا ونبذل مزيدا من الجهد ونضاعف العمل لنجعل حلم اليوم حقيقة الغد .
محمد الحفناوي