المعرفة
المعرفة: تراكم العلوم ، فالمعرفة إحاطة شاملة بالعلوم تتميز عن علم العالم ،
ونضرب مثلا في ذلك العلم بالله والمعرفة به ، فمن العلماء من يعلم عن الله الجود ، ومنهم من يعلم عن الله العفو ومنهم من يعلم عن الله الإنتقام ، ومنهم من يعلم عن الله الحكمة ومنهم من يعلم عن الله العزة ، ومنهم من يعلم عن الله الرحمة ، أما العارفين فيعرفون عن الله معرفة شاملة ، يعرفون عن الله صفات كمال وأسماء حسنى، يصلون لمعرفتهم بالله بالتفكر بالكون وتدبر آيات القرآن الكريم . الإنجيل والتوراة يعرف علماء اليهود والنصارى عند نزولهما بقدوم بني خاتم هو محمد عليه الصلاة والسلام ، فلقد قال الله تعالى :" الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"، ولكن رغم معرفتهم كفروا به فاستحقوا الخسران العظيم فقال الله عنهم :" الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون" سورة الأنعام. أما الذين عرفوا محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وبرسالته استحقوا في اليوم الآخر أن يعرفوا منازلهم في الجنان من غير استدلال أو سؤال وكما قال الله تعالى في سورة محمد (6):" ويدخلهم الجنة عرفها لهم ". وضرب لنا معاذ بن جبل المثل في المعرفة الحقيقية ، فلقد لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم ذات صباح فسأله:
" كيف أصبحت يا معاذ"؟ قال:" أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله". قال النبي:" أن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ قال معاذ:" ما أصبحت صباحا قط، إلا ظننت أني لا أمسي .... ولا أمسيت مساء إلا ظننت أني لا أصبح .... ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها غيرها..... وكأني أرى أهل الجنة في الجنة ينعمون...... وأهل النار في النار يعذبون......" فقال له الرسول:" عرفت فالزم".