البيان والنبأ
أولا : البيان:
البيان لغة: إظهار الدلالة على صحة شيء ما، واصطلاحا: أسماء كل شيء التي من خلالها يتم التخاطب ويكون بها التفاهم، وذكر البيان بمفهومه الاصطلاحي في سورة الرحمن بقوله تعالى:" خلق الإنسان(3) علمه البيان(4)". وكتاب الله الذي نزل على موسى عليه السلام وصفه الله تعالى في القرآن الكريم أنه مستبينا بمعنى أن آياته واضحة وبينة لكل معتبر من بني إسرائيل الذي نزل عليهم أصلا. آيات الله كما قد تكون ظاهرة البيان بالقراءة تكون كذلك ظاهرة البيان بالمشاهدة، كثيرا ما وجه الله تعالى في قرآنه الكريم عيون الناس للسير في الأرض والنظر اعتبارا لما فيها من آيات ظاهرة للعيان، حيث أن الناس منهم من يؤمن بالقرآن الكريم ابتداء ومنهم من يحتاج لتوجيه لعله إن لم يؤمن بآيات الله المقروءة والتي تثبت صحتها نقليا أن يؤمن بآيات المشهودة والتي تقيم الحجة بالمنطق السوي على كل متردد بالإقرار أنه لا إله إلا الله.
ثانيا: النبأ:
النبأ: هو الخبر، وكل نبأ يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ،وأهمية النبأ الصادق في إحقاق الحق وخطر النبأ الكاذب في ظلم الآخرين بغير وجه حق.
أنباء الله تعالى في القرآن الكريم عن المستقبل هي غيبا عند المؤمنين أنباء صائبة وعند غيرهم أنباء خاطئة، وشتان بين مصدق الله وغيره ، والله رسخ قاعدة بالنسبة لأنبائه المستقبلية في أن كل نبأ له مستقر، أي أن كل خبر منه تعالى عن المستقبل له نهاية يظهر بها أنه حق أو باطل وعندها لن ينفع المكذبين تصديقهم، يقول الله تعالى:" لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون"(الأنعام:67).
بما أن الأنباء قد تكون خاطئة شدد الله تعالى على أهمية التحقق من النبأ، فليس كل نبأ نسمعه نصدقه حتى لا تنتشر الإشاعات ولا يتضرر الناس بسبب جهل الحقيقة خصوصا إذا كان مصدر النبأ فاسق معروف في فسقه أو جهة معروفة في خباثتها، فحتى لا نندم بنشر إشاعة أو بظلم مظلوم أمرنا الله بالتثبت من صحة الأنباء المسموعة أو المقروءة أو المشاهدة، يقول تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على فعلتم نادمين" (الحجرات:6).