العلم
يعرف العلم على أنه معرفة الشيء ، وأفضل المعرفة على الإطلاق معرفة الله تعالى من خلال التفكر في القرآن الكريم كتاب الله المقروء وكذلك من خلال التأمل بالكون الرحب كتاب الله المفتوح . ويستطيع الإنسان أن يكون ذي علم إذا سمح لنفسه أن تستقبل معرفة جديدة من الخارج بوسائل الإحساس المختلفة وأثبتها في نفسه لينفي عنها صفة الجهل بها . ولقد حثنا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم على العلم فقال: كن عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ,ولا تكن الخامسة أي مبغضا فتهلك. وآفة العلم الكبر والعياذ بالله ، لذلك يجب على من زاد علمه أن يزداد تواضعه وأن فوق كل ذي علم عليم ، ومن هنا كانت ملازمة العلماء طلبا للعلم مقصدا عظيما ، ويضرب لنا النبي موسى عليه السلام مثالا للسعي في ملازمة العلماء ، إذ إنه سعى لملازمة الخضر الذي علمه الله من علم الغيب بل تواضع لمن هو أعلم منه رغم أنه من الأنبياء أولي العزم، فموسى يعلم الكثير عن الأحكام الشرعية ولكنه يجهل بما عند الخضر من علم بالغيب فاستأذن أن يكون تابعا له على أن يعلمه مما علمه الله من العلم قائلا :" هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " سورة الكهف (66) . ولقد كان العلم سببا لأن يمكن الله نبيه يوسف عليه السلام في الأرض ليصبح من بعدها وزير إقتصاد آنذاك بمفهومها المعاصر بعد أن كان سجينا مدة سبع سنوات ، فلقد علمه الله التأويل للأحداث والأحلام بإلهام الله تعالى له لا بالتنجيم والشعوذة مما دفع ملك مصر لأن يؤمّن يوسف على خزائن الأرض ، فيوسف أثار إعجاب الملك بعلمه منذ تأويله حلم الملك وإسداء الرأي له بناء على إستفتائه يوسف ليكون أول من استخدم التخطيط المالي كوظيفة من وظائف الإدارة المالية . يقول الصحابي الجليل علي كرم الله وجهه :" ما زال المتعلم عالما فإن قال علمت فقد جهل"، فما زال الإنسان منعوتا بالعلم طالما يكتسب علوما جديدة فإن أصابه الكبر باعتبار نفسه وصلت قمة العلم أصبح بذلك جاهلا لأن العلم لا حدود له . ويمكن القول أن التكنولوجيا الحديثة ما هي إلا تراكمات معرفية على مرّ العصور التي شهدت ثورات صناعية ومعلوماتية في القرن العشرين لتكون شاهدا على أهمية العلم كقوى دافعة نحو البناء والتطوير
وأقول:" رب زدني علما ".