العبادة
العبادة لله تعالى وحده صفة إيجابية ولغيره صفة سلبية ، فأصل العبادة الخضوع والذي لا يكون إلا لمالك الملك وهو الله تعالى ، فالخضوع لغيره الله عبودية ظالمة لله الذي يتصف بالربوبية ، فعبادة غير الله خضوع للطواغيت حيث يقول تعالى :" وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكان وأضل عن سواء السبيل ". فالمؤمنون من المسلمين يقولون سمعنا وأطعنا لا مثل يهود الذين قالوا سمعنا وعصينا" . والعبادة أي الطاعة لله تعالى يعترف بها المؤمنون في صلاتهم في سورة الفاتحة بقولهم "إياك نعبد " فلا أحد يستحق ذاك الإعتراف إلا الله الواحد الذي لم يلد ولم يولد ، حيث يقول تعالى مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ".
فالله إذن صاحب الحق في خضوع المخلوقات جميعها إليه وطاعتها له لأنه سبحانه من يملكها "فله من في السموات والأرض " سورة الأنبياء (19) . فالكل له عبّادا وملكا فهو خالقهم ورازقهم ومالكهم فكيف يكون له بعض مخلوقاته شريكا يعُبد كما يعبد . فالعقل يقول أنه لا إله إلا الله لأنه "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"، فالسماء والأرض لو كان فيهما آلهة معبودون (بحق) غير الله لفسدتا بسبب خلافهم وتنازعهم في الملك فحاشى لله أن يكون له شريك في الملك . ولقد وصف الله تعالى نبيه نوحا بأنه عبدا شكورا إذ أنه تحمل السنون الطوال في دعوة قومه عبادة الله وحده ، مبلغا ومجادلا حتى آمنت معه جماعة قليلة إستجابوا لدعوته نجّاها الله مع نوح في السفينة. كان النبي إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء مثالا يقتدى به في إسلامه لفاطر السماء والأرض وهو يبحث بعقلية فذة عن موجد الكون الذي يستحق العبادة لا آلهة قومه أو النجوم والكواكب المتلألئة في السماء التي سرعان ما تغيب فقال النبي العابد " إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين " سورة الأنعام (79) .
فالعبودية لله وحده صفة إيجابية تكسب صاحبها العابد قوة التوكل عليه فلا يخاف الموت بل يأتيه الموت وهو مشتاق إلى مولاه .
وأركان الإسلام هي أركان العبادة لله الحق وهي : شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلا ، أو كما قال رسول الإسلام محمّدا صلى الله عليه وسلّم.